حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 5 نوفمبر 2023
حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة



محتويات

الحلقـه الرابعه عشر”حوريتي الصغيره”.

ركـزت أنظارها ناحيه خالتها،تنتظر الرد بتلهُف واضح في قسمات وجهها،باغتتها عاليه مُكمله بنُصح…
-بعد كام يوم كدا،زي ما اتفقـت مع كوثر ..وبردو علشان ميحسوش إن إحنا مدلوقين عليهم.
سندرا بضيق:كام يوم ليه بس!!..وفيها أيه لما نروح النهاردا!
عاليه بنفاذ صبر:ممكن ما تدخليش في قراراتي أبداً.

سندرا بغيظ:حاضر..سكتت أهو.

-صدعت منك يا جوري..اسكتي بقا!
أردفـت رنيم بتلك الكلمات في ضيق بينما أجهشت الصغيره أكثر في البُكاء وهي تُـردد بنبرآت مُتقطعه…
-عاوزه أروح عند خالتو ياسمين.
في تلك اللحظه دلف هشام داخل الغرفه ومن ثم قام بإلتقاط الصغيره وهو يتابع في حنـو…
-زعلانه ليه يا جوري!!
جويريه وهي تفرُك عينيها:عاوزه اروح عند ياسمين ،علشان تحكيلي قصص زي كل يوم.
هشام بتفهم:بس ياسمين زمانها دلوقتي مشغوله في العالم الجديد بتاعها.
جويريه قاطبه حاجبيها:واحنا ليه مش نروح معاها العالم دا!!
هشام مُكملاً:هنروح أكيد بس مش النهاردا..واسمحيلي يا اميرتي الصغيره أحكيلك انا قصه النهاردا.
جويريه بخفوت:ماشي.
قام هشام بإصطحابها إلي الفراش وهو يربت علي شعرها الحريري وسط نظرات رنيم العاشقـه له…
قـام هشام بدثرها في الفراش ومن ثم تسطح بجانبها وهو يحتضنها في حنو،وهنا إتجهت رنيم لتجلس بجانبهم إلي الفراش…
هشام وهو ينظُـر لـ عيني زوجته:هحكيلك النهاردا يا جوري ،،عن قصه حُب الطرف الثالث فيها هو الخوف من ربنا.
ضيقت رنيم عينيها في شـك،هل سيروي للصغيره قصتهما بالفعل ام هناك أخري لإسعاد الطفله؟!..
هشام مكملاً:كان يا مكان في سالف العصر والزمان..بنت جميله أوي وطيبه وقريبه من ربنا جداً،،شافها شاب عـادي جداً..في اللحظه اللي شافها فيها،خدت عقله وقرر إنه يعرف كل حاجه عنها علشان يطلبها من باباها وتكون حلاله..عزم النيه بينه وبين ربنا ،أنه يُغض بصره عنها ووقت ما تعرف انه بيحبها يكون في بيتها،،وفي يوم سمع من الناس إن في عرسان كتير بيتقدمولها،،فـ قرر يعترفلها انه معجب بيها وعاوز يتقدملها بس يكون نفسه…هي لما سمعت الكلام دا منه وافقت وهو قابل والدتها وشرحلها ظروفـه..وحبه ليها كُل يوم بيزيد ،بس عمره ما قالها بحبك..أصله أخد عهد علي نفسه إن الكلمه دي مش هتتقال غير وهي في بيته.. ولكن ربنا ما اردش انهم يتجمعوا في الوقت دا..وهو اتعرض لظروف صعبه منعته أنه يتقدملها..أصله خاف عليها اوي وفي يوم أتصل بيها وقالها إنه مش هيكمل معاها زي ما وعدها واداها ضهره ومشي،،بس هو ماكنش عاوز دا يحصل ،وهي اتضغطت كتير من اهلها ووافقت تتجوز شخص تاني.
جويريه بتأثُر:وسابوا بعض!!
هشام ومازال مُسلط مُقلتي عينيه علي زوجته:للأسف..أتجوزت ،وهو بعد ورضي بالمقسوم،كان بيدعلها كتير،،وعيط كتير بين إيد ربنا..وطلب من ربنا ،أنه يخفف وجعه دا ،ويبعتله الخير واتمنالها السعاده رغم الكسره اللي جواه وهي في بيت واحد تاني..ومرت سنين كتيييير وفجأه رجله أخدته للمكان اللي اتعرفوا فيه علي بعض وسافر لأن الحنين أخده،وفي نفس الوقت دا كان ماشي في الشوارع مش عارف هو بيعمل ايه،وبيفكر في أيه وفجأه…
#flash_back
“قبل عامين”
وضـع هشام يده في جيب بنطاله وبدأ يتمشي بالقرب من أحد المُنتزهات العامه،المليئه بالناس وهو شارد الذهن..لا يعلم ما الذي يُفكر فيه ،وما الذي أوحي له للقدوم إلي هذه البلده (المنيا)…
بـدأ ينظُر إلي الأطفال وهم يلعبون غير عابئين لمتاعب الحياه،وود لو يعود إلي سالف طفولته ويتناسي هذا الألـم المُسيطر علي تعبيرات وجهه ليس فقط دقات قلبه الصامده رغم النزاع بين شعيراته الدمويه…
نظـر في تلك الاثناء إلي أحد زوايا المُنتزه،ليجد طفله صغيره تبكي أرضاً وهي تضم ساقيها إلي صدرها ،كجنين أكتمل تكوينه في أحشاء والدته،،إقترب منها علي الفور ومن ثم قام بالمسح علي خُصلات شعرها في حنـو قائلاً…
-ليه بتعيطـي!!
رفعـت الصغيره عينيها إليه وهي تجهش في البكاء بنبرآت مكتومه مُـردده..
-ماما!!
قام هشام بإحتضانها علي الفور وهو يتابع…
-مش لاقياها!!
جويريه وهي توميء برأسها سلباً:ماما!!
هشام وهو يلتقط كفها ثم يسير بها بخطوات هادئـه:طيب يلا ندور عليها.
قام هشام بحملها بين ذراعيه ومن ثم قام بإطعامها وشراء ما رغبت بـه وهنا تابع هو قائلاً…
-أنا من رأيي بقا يا أنسه!!..قوليلي بقا اسمك أيه!!
رمقتـهُ جويريه بأعيناً دامعـه وهي تتناول بعض قطع الحلوي في يدها،،قائله…
-ماما.
هشام مازحاً:اسمك ماما اممم..شكلك متبرمجه علي الكلمه دي..طيب احنا نقعد قدام باب المُنتزه يمكن نلاقي حد من اهلك.
وبالفعل إتجـه هشام ناحيه باب الحديقه ،ثم جلس إلي أحد المقاعد هناك وبعد مرور دقائق معدوده وجد فتاه تُهرول ناحيه الطفله مُردده بلهفه..
-جوري..بنتي!!
تصلب هشام في مكانه ولم يستوعب ما رأه للتو بينما قامت هي بإحتضان إبنتها في إشتياق دون أن تنظُر إلي الشاب الجالس بجوار الصغيره..
ياسر مُلتفتاً إليه:انا مش عارف اشكرك أزاي،،ربنا يجازيك كل خير.
هشام وهو ينظُـر بإتجاه رنيم بأعيناً لامعه:دا واجب عليا.
تردد صوته علي مسامعها وسرعان ما إلتفتت ناحيه مصدر الصوت،،لتقف أمامه في ذهول دون أن تتفوه بكلمه..في حين قام ياسر بمصافحته ومن ثم..
ياسر بحسم:يلا بينا يا ام جوري.
رنيم بحُزن:ماشي.
إتجهت رنيم من أمامه وقد سرت القشعريره في جسدها وأيضاً كان الوجع حليفها ،بعد مرور بضع سنوات تجده يجلس بصحبه صغيرتها،تلك المره الأولي التي يضيع منها شيئاً مُرتبطاً بقلبها،و تجد ماضيها يُسرع في الاحتفاظ به…
#current_time
“عوده للوقت الحالي”
-بس ويشاء القدر وظروف كتير تحصل،اه الظروف دي كانت قاسيه كتير وصعبه بس بسببها ،إتجمعوا من جديد في بيت واحد ” ولرُبَّ أمرٍ مُحزنٍ لكَ في عواقبهِ رِضا”… الحمدلله “من رضي بقضاء الله،أرضاه الله بجميل قدره”
وهو دا اللي عمله الشاب،فربنا كافيء صبره دا بأنه جمعهم في الحلال من تاني..بس هو بيحبها أوي يا جوري..هي كل حياته والرُكن المنور في زنزانه حبس إنفرادي وكُلها ضلمه.
جويريه بسعاده:وجابوا نونه.
هشام مُكملاً:يااااه..دا أكتر حاجه بيتمناها..وقريب إن شاء الله.
أسرعـت رنيم في تلك اللحظه بإحتضانه وهي تُتابع بسعاده…
-الحُب رزق،وانا رزقـي واسع اوي من الجانب دا.
قام هشام بضم الإثنتان إلي حُضنه ومن ثم ردد بحب..

-ربنا يديم وجودكم في حياتي..وماشوفش أي مكروه فيكم.

قامت ياسمين بإرتـداء إسدالاً واسعاً ووضعت نقابها علي وجهها إستعداداً للنزول إلي حيث تجلس السيده كوثر،،في حين تابعت نيره في تساؤل..
-إنتِ هتلبسي النقاب في بيتك كمان!!
ياسمين بثبـات:أكيد..ما تنسيش إن عندكم عُمال رجاله.
نيره بتفهم:راح عن بالي الموضوع دا..بس المفروض في بيتك تكوني واخده راحتك..لكن إنتِ كدا هتكوني مُقيده طول الوقت.
ياسمين بهدوء:نصيبي كدا بقا.
نيره مُكمله:طيب يلا بينا..لـ حمزه يطلع يقتلنا.
ياسمين بإبتسامه هادئـه: let’s go
ترجلت الفتاتان خارج الغرفه،مُتجهين إلي غرفه الصالون،ليجدوا السيده كوثر بصحبه حمزه،،يشاهدون التلفاز.
ياسمين بهدوء:السلام عليكم.
كوثر وهي تنظُـر لها في حب:نمتي كويس امبارح يا حبي ولا حمزه أخد المكان كله.
إلتفتت ياسمين ببصرها ناحيه حمزه ومن ثم أعادت النظر إلي كوثر مُردده بنبرآت مُتلعثمـه…
-آآاه يا ماما،نمت كويس.
كوثر بـ إعجاب:طيب يا حبيبتي..بس إنتِ ليه لابسه النقاب في القصر.
وقبل أن تُجب ياسمين علي سؤالها،،بادرها حمزه مُتابعاً في حزم..
-دا ع أساس أن عمي حسين السفرجي يبقي اخوها في الرضاعه!!
نيره بضحك:ههههههههه ،أوبا الغيره اشتغلت.
حمزه بجانب عينيه:إنتوا مش عندكم جامعه بكرا..ما تقوموا تجهزوا الشنط والسندوتشات ولا أيه!!
نيره بغيظ:ليه شايفنا أطفال!!
حمزه بـ برود:أه طبعاً..صغيرين.
ياسمين وهي تجز علي أسنانها:سبق وقولتلك انا مش صغيره.
كوثر مُتدخله :ما تقوموا ،تضربوا بعض احسن يا ولاد.
ياسمين بهدوء:ممكن يا ماما كوثر..نخرج نتمشي انا ونيره شويه..لان الدراسه هتبدأ ومش هنقدر بعد كدا نخرج.
كوثر بخُبث خفي:أستأذني من جوزك يا حبيبتي.
إلتفتت ياسمين بعينيها إليه ثم رددت في غيظ:ممكن!!
حمزه ببرود وهو يضع قدماً فوق الأخري:طبعاً.
ياسمين بسعاده:ميرسي جداً.
حمزه مُكملاً: طبعاً مش ممكن.
ياسمين وهي تلوي شفتيها:يا سلام!!
حمزه بثبات:عندك اعتراض يا هانم.
نيره بغيظ:يا حمزه والله مش هنتوه ولا هنتخطف يعني.
حمزه مازحاً:لا انا اخاف علي الحسنايه بتاعتي لـ تتخطف.
ياسمين وهي تنهض من مجلسها بنفاذ صبر:لا ما هو احنا مش هنتحايل عليك أكتر من كدا..يلا بينا يا نيره.
نيره موافقه إياها:بالظبط يلا بينا.
سارت الفتيات بضع خُطوات للأمام ،ليجدوا صوتاً قد رن في أرجاء القصر…
-ياسمين!،نيره!
هرولت الفتيات عائدين إلي حيث تجلس السيده كوثر ثم قامتا بالإحتماء بها من شده فزعهما…
-عاااااااا.
ياسمين بخوف:هو لما بيتعصب بيضرب يا نانو!!
نيره وهي توميء برأسها إيجاباً:اه ..دا ربنا علي الظالم والمُفتري.
أطلقت السيده كوثر ضحكه طويله علي حديثهما ومن ثم تابعت مُحدثه حمزه…
-معلش يا حمزه خدهم فسحهم.
حمزه برفض:عندي شغل في الشركه ومش فاضي.
رمقتـهُ ياسمين في إنكسار وخيبه أمل من حديثه وقد ثبتت مُقلتي عينيه أمامها وهنا تابع بنبره غير مُرتب لها…
-خلاص متزعليش،،هخرجك.
ياسمين بسعاده طفوليه: شكراً جداً يا حمزه.
تلك المره الأولي التي يسمعها تهتف باسمه وهنا تابع في حنو…

-يلا اجهزوا علشان نخرج.

-هشام إنت وحشتني هات رنيم وجوري ،وتعالوا اقعدوا معايا شويه.
أردفت السيده دعاء بتلك الكلمات في حزن بينما أكمل هشام بتفهم..
-ماما.. إنتِ زعلانه من حاجه؟!.
دعاء بنفي:لا مفيش أي حاجه مزعلاني غير ،بعدك عني.
هشام بتفهم:معلش يا ست الكل ما إنتِ عارفه ،انا بتجنب أي مكان هيجلبلي المشاكل.
دعاء بحزن:عارفه يابني..وربنا يسامحه اللي كان السبب.
هشام بهدوء:طيب يا ست الكل ،شويه وهنكون عندك.
أغلقــت دعاء الهاتف مع ابنها ومن ثم قامت بوضع رأسها بين كفيها وأجهشت في البكاء دون توقُف…
دلـف نادر إلي غرفه الصالون ليجد والدته علي تلك الحاله،فـهرول ناحيته مُتسائلـاً في فزع…
-ماما ،مالك!!
رفعت دعاء عينيها إليـه ومن ثم تابعت بكائها بصوتاً مكتوماً..وهنا ردد سؤاله من جديد..
-يا أمي ..ما توجعيليش قلبي بقا وفهميني مالك!!
دعاء بنبرآت مُتقطعه:انا مش مرتاحه وهشام بعيد عني..وبكرا إنت كمان تسيبني وتبعـد زيه.
قام نادر بإحتضانها وهو يُتابع بنبرآت حانيه..
-اسيبك وأروح فين!!..دا إنتِ أمي ،،يعني منك وليكِ بعود..ولو الدنيا كلها اتخلت عنك انا هفضل موجود جنبك..حتي لو ما حسستكيش بدا ف يوم من الايام،فـ كانت الظروف هي اللي حكماني.
دعاء بحزن:انا عارفه إن اللي إنت بتظهره ،عكس اللي جواك يا نادر..عارفه إن حنيه الدنيا كلها فيك..بس قوي علاقتك بأخوك يابني..دا انتوا مالكوش غير بعض.

نادر بتفهم:حاضر يا أمي..بس بلاش دموع.

-إن شاء الله ،،لما نتقابل هتعرف كُل حاجه يا قاسم بيه.
أردف حمزه بتلك الكلمات في ثبات في حين تابع قاسم مُستفهماً…
-تحب نتقابل فين وامتي!!
حمزه مُكملاً:انا جاي الشركه حالاً علشان نتكلم براحتنا.
قاسم بإستغراب:تمام مستنيك.
أغلق قاسم الهاتف معه وعقله لا يتوقف عن التفكير في سبب هذه المُكالمه ،وهنا أكمل مُحدثاً نفسه بضيق…
-يا تري هيكون ،ناوي ينفذ اللي في بفكر فيه..!!.
يتبع
#علياء_شعبان




30803 مشاهدة