حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 5 نوفمبر 2023
حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة



محتويات

الحلقـه الثانيه والعشرون”حوريتي الصغيره”.

تهللــت اسارير وجهها وهي تري إزدحام غرفتها بنوع الزهور الذي تعشقـه وسرعان ما تابعت وهي تهتـف بنبرآت صارخه أشبه للاطفال ،إذا قُدم لهم قطعه حلـوي بطريقه مُفاجأه…
ياسمين بسعاده:الله،ياسمين..انا بحبه اوي!!
نيره بسعاده لـ سعاده صديقتها:بس يا تري مين اللي جابهم.
إتجهت الخادمه للخارج دون أن تنطـق بكلمه بينمـا دلف هو بخُطي هادئه وهو يردد…
-اتمني يكونوا عجبوكـي.
أردف حمزه بتلك الكلمات في حنو وبعدها تابع مُكملاً وهو يجلس إلي طرف الفراش ليُصبح أمامها مُباشـره…
-أنا أسفه يا ياسمين.. إنتِ ما تستاهليش كل اللي بيحصلك دا.
ياسمين بهدوء وإبتسامه صافيه:ما تحملش نفسك ذنب تعبي،،انا أصلاً بقيت كويسه الحمدلله.
حمزه بهدوء وهو يلتفت ناحيه شقيقته:بعد أذنك يا نيره ،،ممكن تسيبينـا لوحدنا شويـه!!
نيره بسعاده:ماشي ،استأذنكم.
ظل حمزه مُسلط عينيه علي شقيقته حتي أغلقت الباب فور رحيلها ومن ثم إلتفت لزوجته مُـردداً بأسف..
-اسمعيني كويس يا ياسمين،انا مش عاوزك تنامي زعلانه تاني أبداً،انا ما قصدتش كل اللي حصل دا،يمكن اضايقت بس لما إتسرعت و..
ياسمين وهي تضع يدها علي فمـهِ:حمزه انا مراتك،،ليه بتحمل نفسك ذنب حاجه هي أصلاً من حقك..إنت ندمان يا حمزه!!
حمزه وهو يبعد يدها في ضيق وبنبرآت حاده تابع:اه نـدمان ،،وما كنش ينفع أن دا يحصل من الأساس.
لمعـت عيناها بالدموع وقد شعرت بغصه في حلقها ،وكأنها تتجرع مراره الكسره وهي مُجبره أن تتقبلها دون صراخ…بينما أخف هو من حده صوته قائلاً..
-اسمعيني يا ياسمين،إنتِ بنت جميله أوي ،مُتدينه بدرجه تمنعني أقرب منك لأكون إضافه سيئه في حياتك،إنتِ كتير عليا اوي يا ياسمين،ليه مش عاوزه تفهمي دا!!.انا مش هقدر اكونلك اللي بتحلمي بيه،،انا لا حافظ قرءان ولا مُلم بكل حاجه عن ديني،،وإنتِ عاوزه واحد يعينـك علي حفظ القرءان وتساندوا بعض في الدنيا ،ويعلم ولادك يعني ايه اسلام..وكل الحاجات دي مش موجوده فيا أنا.
ياسمين بإعتراض:بس…
حمزه مُقاطعاً:لو سمحتِ سيبيني أكمل للأخر..كل اللي قولته دا كان سبب واحد من ضمن اسباب كتير،،اما السبب التاني فـ هو ،إن انا مقدرش انقُض أي عهـد أخدته علي نفسي.
تبـدلت ملامح وجهها لليأس،يأس أشبه بنقطـه حبر سقطت في وعاء مـاء ،فأحتلت ملامحه وأصبح مِزرقا هكذا عندما سقطت حُبيبه اليأس في وعاء مليء بالامل،،كيف لها أن تستلم ويُسيطر اليأس علي كمائن روحها وملامحها وهي التي تهتف دائماً “تفائلـوا بالخير تجدوه”.
إبتلعت ياسمين ريقها في تلك اللحظه وبعدها تابعت بثبات..
-اللي يريحـك يا حمزه انا هعملـه.
حمزه بهدوء:سامحيني.
نهض عن الفراش وهو يطبق قبضه يده في عصبيه مُفرطه ،شعـر بها للتـو ،،كلماته لم تكن صعبه التحمل عليها فقط،،بل نطق هو بـه بكل جوارحه ،لقد احبها بصـدق،،لكن ضميره مُصر أن يحول بينهما،،ضميره الذي يصحو في كُل لحظه ويُخبره بأنه اقل مما ترغب ،بأنها جوهـره ولا يصح ليداً ملوثه أن تلمسها حتي لا تُطفيء بريقها،نعم بين هذا الضمير وعشقـه الصادق لها…
أرجعـت ياسمين رأسها للخلف في حاله إسترخـاء تامـه وهُنا تابعت بألم..

-ليه يا حمزه بتفكر بالطريقه دي..انا مش ملاك ولا نازله من السما..انا واحده عاديـه بترضي ربها،علشان توصل لجناته،،حرام لما احب إنسان عادي وانا اللي اغيره..يعني مكتوب علي قلبي يتكسـر علشان حبيت واحد عادي..انا مش ملاك،،والله ما ملاك..وزي ما انا فيا حاجات كتير كويسه، إنت كمان فيك كل خير..ربنا ما بيخلقش إنسان هباء..ماشي يا حمزه انا هنفذ اللي إنت عاوزه ،وهبعد بس قبلها انا كمان هنفذ وعدي وهغيرك ،و ساعتها مش هكون كتير عليك ،وبردو مش هكون في حياتك.

هبـط حمزه الدرج مُستعداً للذهاب للشـركه،حيث انه لم يذهب للعمل مُنذ إستلامـه لعمله الجديد داخل الجامعه..
تابع حمزه موجهاً حديثه لوالدته وهو يتجه ناحيه الباب الرئيسي للقصـر..
-أنا رايح الشركه يا أمي ، هقابلك هناك بقا.
كوثر بتفهُم:تمام يا بني ،ساعه وهحصلك.
“علي الجانب الأخر”
أخـذت نيره تُدندن في إنسجام فقد ظنت لتوهـا أن العلاقه بين شقيقها وزوجته،أصبحت علي ما يُرام..
إتجهت ناحيه خزانتها وأخذت تُدعبث داخلها عن شيئاً ترتديه حيث أعلنت في قراره نفسها بأن تصطحب صديقتها للتنزه معـاً…
في تلك اللحظه أعلــن هاتفها عن وصول إتصالاً ،لتنتبـه له نيره في يقظه وبعدها إتجهت مُسرعه لتُضيق عيناها في تفكير…
-اممم نادر ..هو انا مش قولتله أن المكالمه اللي فاتت هتكون المره الأخيره!!..بس مش يمكن محتاجنـي ضروري !!
قررت بعد تفكير دام لدقائق الرد عليه وهي تُـردد في ثبات…
-الو ،السلام عليكم.
نادر بتوتر:وعليكم السلام..أزيك يا أنسه نيره!!
نيره بهدوء: الحمدلله على كل حال.
نادر مُتابعا:ماما بلغتنـي إن ياسمين تعبت جداً،،ممكن تطمنيني عليها!!
نيره رافعه حاجبيها:وليه ما تتصلش وتطمن إنت عليها،هي مش بنت خالك بردو!!
نادر بتنحنح:أكيد طبعاً هتصل..بس كنت عاوز اعرف منك الاول هنعمل ايه في عيد ميلادها!!
نيره بتفكير:انا من رأيي نتجمع كُلنا بكرا في مكان مُحايد ،لان التخطيط ع الفون مش مُجزي أبداً.
نادر بتفهُم:تمام جداً ،هكلم هشام ورنيم ونحدد المكان اللي هنتجمع فيه.

نيره موافقه: بإذن الله.

امرك يا قاسم بيه!!
أردفـت السكرتيره بتلك الكلمات وهي تتجـه داخل غرفه المكتب الخاصه بقاسم الطوخي بينما تابع هو بنبرآت آمره وهو يمد يده بذاك الملف بعد أن بدل المعلومات المدونه عليه..
-عايزك تاخدي نُسخه من الملف دا وتبعتيه لشركه الشيخ وتتأكدي انه وصل في إيد مدير الشركه بنفسه.
السكرتيره بتساؤل:تقصد مسيو حمزه يا فندم!!
قاسم بتأكيد:اه هو حمزه الشيخ..يلا أتفضلي علي شغلك.
السكرتيره بهدوء:تحت امرك يا فندم.
دلـفت السكرتيره للخارج وهنا أمسك قاسم بهاتفـه ثم بادر في مُحادثه حمزه الذي اجاب بنبرآت بارده…
-الو!!
قاسم مُتابعـاً:أزيك يا حمزه يابني
حمزه بتهكم:زي الفل ،يا قاسم بيه..ايه سبب الاتصال المُفاجيء دا!!
قاسم بإستكمال:المصممين عندي في الشركه،،انجزوا تصاميم إضافيه خلال وقت قصير ،فقررت أبعتهم للشركه عندكم ،علشان تنفذوهم .
حمزه بتفهم:تمام جداً ،هنحاول نخلصهم قبل يوم العرض.
قاسم بتذكُر:اه وكمان ،اول يوم تمرين لـ مراتك المفروض النهاردا..فـ ياريت تبدأوا.
حمزه بنفاذ بجمود:مراتي ،تعبت جداً النهاردا ،بإذن الله هنبدأ من بكرا.
قاسم بخضه مُصطنعه:ليه مالها!!..الف سلامه عليها.

حمزه بتهكم:شويه برد عادي .

-أنا رايحه الشركه يا بنتي..خلي بالك من ياسمين.
تابعت السيده كوثر في إستعجال بينما أكملت نيره بإستغراب..
-هو مش حمزه جنبها!!
كوثر بـنفي:لا حمزه في الشركه.
نيره وهي تطرق بيدها علي جبهتها:اووووه شت ..اما الحق اطمن عليها.
كوثر بإبتسامه مرحه:ربنا يخليكم لبعض.
هـرولت نيره كـ الطفله الصغيره تسعي للوصول إلي صديقتها المُفضله لها،حيث تجد في قربهما شيئاً من الراحه والطمأنينه وقبل أن تدلف نيره داخل الغرفه،تجـد ياسمين تطُل من وراء الباب مُتجهه خارج الغُرفه…
نيره قاطبه حاجبيها:قومتي من السرير ليه!!،ورايحه فين!!
ياسمين بوهن:عاوزه اروح أوضه حمزه!
نيره بإستغراب: إشمعني..هو هيفضل في الأوضه تاني!!
ياسمين وهي توميء برأسها إيجاباً:اه ،وانا هدخل الأوضه ،وهحط الأسطوانه دي وهخرج تاني.
نيره بشيئاً من الحيره:إنتوا هتجننوني!!،،وبعدين ايه الأسطوانه دي!
ياسمين بثبـات:بوفي بوعدي.
نيره وهي تعُض علي اناملها من الغيظ:هو انا كل ما أسألك علي حاجه،تقوليلي بوفي بوعدي.
ياسمين بضحكه خفيفه من بين وجعها:اجل انها الحقيقه يا سيدتي الحسناء.
نيره بغرور:حيث كدا بقا ،يلا بينا علي أوضه حمزه ،لما نشوف اخرتها معاكم.
اسنـدت ياسمين مرفقها علي ذراع نيره لتقوم بإصطحابها داخل غرفه حمزه ،وهنا إلتفتت ياسمين داخل أرجاء الغرفه بعينيها لدقائق ثم تابعت بنبرآت خافتـه…
-تمام.
ظلت نيره تترقب تصرفاتها في صمـت دون أن تُعلق ،لتجد ياسمين تضع تلك الإسطوانه أعلي التلفاز ،ومن ثم إلتفتت لها مُردده..
-يلا بينا.
نيره وهي تلوي شفتيها:ودا اسمه ايه يا وليه إنتِ !!
ياسمين برقه غلبت علي صوتها:بوفي بوعدي.
نيره بغيظ:عاااااااا.
بـدأ المرح يضفو من جديد داخل القصر،فقد تعالت أصوات ضحكاتهم مجدداً مُتناسين ما مـروا به من مدي ليس بطويل ،وهنا تابعت نيره بحب..
-ايه رأيك نخرج نتمشي!!
ياسمين بإستغراب:نروح فين!!

نيره وهي تجذب ذراعها في مـرح:بس تعالي..هفسحك فُسحه مش هتنسيها.

-مالك يا حمزه!!،،صارحني يابني باللي تاعبك!!
أردفت السيده كوثر بتلك الكلمات وهي تجلس بصحبه ابنها داخل المكتب المُلحق بالشركه ،وهنا وضع حمزه رأسه بين كفيه مُتابعـاً في حزن…
-بحبها يا أمي وشايف نفسي قليل اوي عليها
كوثر بعصبيه:أيه اللي إنت بتقوله دا،،قليل عليها من حيث ايه يابني..دا أنت مفيش اطيب منك وراجل بجد وبتعرف تصون اللي ليك .
حمزه بعد تنهيده طويله:بس مش هتكون سعيده معايا يا أمي.
كوثر بضيق:تقصد أنك هتسيبها في أقرب وقت.
حمزه مُكملاً:لا هوفي بوعدي ليها،،هساعدها تقف قدام أي حد وتحارب علشان حقها..وساعتها هبعد.
كوثر بهدوء:اعمل اللي يريحك يا حمزه، انا من رأيي ترجع القصر وترتاح شويه .

حمزه بتأفف:هو دا فعلاً الحل الوحيد.

-وأخيراً وبعد طول انتظار ،شرفتوا الفيلا المتواضعه بتاعتنا.
أردفـت دعاء بتلك الكلمات وهي تجلس بصحبه ابنائها ورنيم ،حيث تابع نادر بنبرآت حانيه…
-وحشتيني يا جوري.
أسرعت جويريه في تلك الاثناء بإتجاهه وبعدها تابعت بطفوله وهي تقف أمامه…
-اونكل نادر ،عاوزه أروح عند خالتو ياسمين!
نادر بحنو وهو يطبع قُبله علي جبينها:يا سلام لما الجميل يؤمـر.
رنيم مُقاطعـه بحزن:ليه يا ماما دعاء مش عاوزني أروح اشوفها!!
دعاء بهدوء:مش عاوزين نكبر الموضوع دا شويه تعب عاديين جداً وبعدين إحنا عاوزين نرتب للحفله اللي هنعملها لها.
هشام بتفهم:عندك حق يا أمي..إحنا عاوزين نطلعها من جو التعب دا.
نادر بمرح:تمام جداً ،المطلوب منكم تحددوا ميعاد ومكان علشان نتجمع فيه كلنا تخطيطاً لحفله بعد بكرا.
هشام بحسم:خلاص يبقي عندي في البيت،بلغ حمزه ونيره بالمكان.

نادر بتفهم:تمام اوي.

-إنتِ فين يا نيره،،وايه الصوت العالي اللي جنبك دا!!
أردف حمزه بتلك الكلمات وهو يقود سيارته في عصبيه شديده في حين تابعت نيره في هـدوء..
-إحنا في النادي ،،بنغير جو.
حمزه بنرفزه:أزاي تخرجوا من البيت من غير ما تستأذنونـي!
نيره بإستغراب:أهدي يا حمزه،في ايه!!
حمزه مُكملاً بصرامه:ما تتأخروش ،سمعاني!!
أغلق حمزه هاتفه عقب انتهاء حديثه المُشتعل دون أن ينتظر ردها في حين تابعت هي بقلق…
-ماله دا!!
ياسمين بتساؤل:في أيه يا نيره!!
نيره بتمويه حتي لا تُزعجها:لا دا حمزه بيطمن علينا.
ياسمين بحزن:هو فين!!
نيره مُكمله وهي تمسك بكفها: تقريباً كدا مروح للبيت…المهم تعالي في جزيره الميه بتاعتها تجنن وجنبها محل كبير للورد والست اللي فيه بحبها اوي وبتزرع ورود كتير وتبيعها جنب الجزيره .
ياسمين بسعاده:الله ورد..بس دا كله جوا الجزيره!!
نيره وهي توميء برأسها إيجاباً: طبعاً ..مساحتها كبيره جداً وفاتحه علي بحر.
إتجهت الفتاتان سوياً حيث تتواجد تلك الجزيره ذات المياه الزرقاء ،وهنا أسرعت نيره بملأ كفيها في مرح لتقذفه بإتجاه ياسمين بينما رمقتها في صدمه وبدأت تُبادلها اللعب بالمـاء في سعاده شديده وقد علت صوت ضحكاتهما مُستغلين تجريد المكان من الناس كُلياً..
مـر وقتاً ليس بالقليل ،حيث جلستا سوياً إلي أحد الطاولات بجانب محل الزهـور ،وهنـا إقتربت السيده العجوز منهما في سعاده..
-نورتوني بجد..وإنتِ كمان يا ياسمين ،مبسوطه إني شوفتـك..أوعوا تقطعوا بيا يا بنات،،عاوزه اشوفكم دايماً.
ياسمين وهي تُقبل كف السيده العجوز:من هنا ورايح هكون دايماً عندك يا أمي.
السيده العجوز بحنو (صفيه):ربنا يرزقك السعاده يا بنتي.
وهنـــا قطع حديثهم صوت أحد النُدلاء العاملين داخل النادي مُتابعاً في هدوء…
-الانسه ياسمين الشيخ!!
ياسمين بإستغراب :أيوه انا!!
النادل وهو يمد يده لها بباقه من الورود:الباقه دي لـ حضرتك!!
ياسمين وهي تنظر بإتجاه نيره:من مين!!
النادل بثبات:شخص طلب مني اقدمه لحضرتك.
تناولت ياسمين الباقه منه ،ثم شكرته وبعـدها أمسك بالكارت المُصاحب الباقه وهي تقرأ ما بداخله في خفوت…
-شكلك جميل بالنقاب،لا ومن غيره سندريلا القرن الـ21.
يتبع
#علياء_شعبان




35469 مشاهدة