الفصل الحادي عشر…(لقاء منذ الصغر)..
جلست في غرفتها بعدما أعطت الدواء لمشيرة وأطمئنت أنها خلدت للنوم حتي غادرت الغرفة، لتدلف غرفتها وهي تشعر بملل فالقصر أجوائه باردة وكإنها داخل معتقل بعيداً عن أعين الناس، حتي أهلها لايسمح الوقت حتي تذهب إليهم فتكتفي بمحادثتهم عبر الهاتف يومياً، وحنين دائماً خارج المنزل تنهدت بحزن وهي تمد يدها لتفتح إحدى الإدراج لتخرج روايتها وتقتل الملل بأن تتابع قرأتها وقبل أن تلتقطها لاحظت ملف صور “ألبوم” فألتقطته سريعاً وفتحته لتظهر إبتسامة علي ثغرها عندما رأت أول صورة تذكارية وهي خاصه بطفل لايزال رضيع بملامح طفولية جميلة، وضعت يدها علي أحشائها فبالتأكيد هذا الطفل جاسم حتي إبتسامته في صغره تشع حنان وبهجة وأمل ثم تنقلت بين الصور الخاصة بجميع مراحل عمره والإبتسامة لم تفارقها، لم تنكر شعورها بالغيرة أحياناً عندم تري زوجها مع حنين في بعض الصور، فأحياناً يطعمها الحلوي وفي صورة أخري تستقل الدراجة البخارية خلفه وهم في أحدي المصايف فتلاشت الإبتسامة من علي وجهها ثم تابعت التنقل حتى وقفت لدى صورة لجاسم وهو في سن المراهقة يتراوح عمره بين السادسة عشر والسابعة عشر عاماً، دققت رقية في هذه الصورة وقد قطبت مابين حاجبيها بتعجب فملامح جاسم فهذا العمر تبدو وكأنها مألوفة ليها وبشدة، وكأن هذه الملامح رأتها من قبل وحُفظت في ذاكرتها، رفعت عينها وقد أصابتها الدهشة وشردت حتي لم تشعر بوجود جاسم الذي دلف الحين وجلس بجوارها وهو يفك أساور قميصه تعجب من حالتها، فقبل وجنتيها قائل بإبتسامة :-
-سرحانه في أيه!!
أفاقت من شرودها على قُبلته قائلة وقد رسمت إبتسامة على ثغرها:-
-مش سرحانه في حاجة..
ضيق جاسم عينه وهو ينتقل ببصره إلي البوم صوره المتواجد في يدها ثم تحدث بخبث :-
-أيه وحشتك!!..
توردت وجنتيها خجلاً وهي تبتسم وتشيح ببصرها للناحية الأخري .. فتابع وهو يدنو منها وهو يلف ذراعه علي خصرها قائل بإشتياق ورغبة في نبرته:-
-طب ما اهو الأصل قدامك أشبعي منه براحتك..
وكزته في كتفه بخفة قائلة بغضب مزيف :-
-بطل قلة أداب بقا، أنت مش ملاحظ إنك من ساعة جوازنا وأنت بقيت قليل الأدب..
تصنع الجدية قائل وهو يرفع كتفيه :-
-أومال ياحبيبتي الواحد بيتجوز ليه مش علشان يقل أدبه ..
رقية بنزق :-
-ياسلام!!..
أومأ برأسه عدة مرات بالإيجاب، فنقلت بصرها إلي الصورة التذكارية مره أخري ليزاد إندهاشها ثم هتفت بخفوت :-
-شوفتك قبل كده!!..
إبتسم جاسم من زاوية فمه ساخراً :-
-شوفتيني قبل كده!!! بيقولوا أني أنا جوزك والله..
لم تجيبه بل غرقت في ذكرياتها لتتسع عينها من هول المفأجأة، فهي رأت جاسم عندما كانت صغيرة وقد شاركها اللهو في الحديقه العامة التي كانت تجلس بها، لمعت عينها بالدموع وهي تهز رأسها بعدم تصديق لتلتفت لجاسم قائلة بعدم تصديق مع إبتسامة :-
– شوفتك قبل كده، جاسم أحنا شوفنا بعض وأحنا صغيرين، أنا اللي كنت في الجنينه وأنت لعبت معايا…
عقد جاسم حاجبيه بتعجب وهو يحاول تخمين ماتشير إليه.. لتهتف هي بفرحة :-
-غزل البنات ياجاسم،غزل البنات والبلالين مش فاكر..
سرح جاسم قليلاً،ليبتسم رويداً رويداً قائل بعدم تصديق وهو يحدق بها:-
-مش معقول!! أنتي!!..
فلاش باااااك..
وقفت إحدي السيارات الفاخرة في منطقة يتواجد بها حديقة عامة يأتون إليها الطبقة المتوسطة من الشعب لكي يستمتعوا قليلاً مع أفراد عائلتهم وسط الخضراء ، هبط من هذه السيارة شاب يتراوح عمره مابين السادسة عشر والسابعه عشر، كان يزفر بغضب وقد أغلق الباب خلفه بقوة فهو لايطيق هذه التصرفات التي تصدر من زملائه داخل السيارة،فهم يحتفلون بنهاية الأختبارات بطريقة سيئة حيث يتجمع الفتيات والإولاد للنزهة في أخر يوم إختبارات، جلس الشاب علي مقدمة السيارة بغضب ترجل زميله من السيارة وسار إليه قائل بضيق :-
-أيه حركات العيال دي جاسم!!..
رمقه جاسم بحده قائل :-
-عيال!! عشان مش طايق القرف اللي بتعملوه جوه ده أبقا عيل..
زميله بإستياء :-
-هو يعني أحنا بنعمل أيه النهاردة أخر يوم أمتحانات وبنفك عن نفسنا، وانا جبت العربية من أبويا عشان نعرف نخرج كويس..
جاسم بجمود:-
-والبنات اللي جوه دي وهزاركم اللي يقرف ده، وأنت أصلاً ازاي جايب الأشكال دي معانا دي بنات مش محترمه بتخون ثقة أهلها، وكمان السجاير اللي أنتو بتشربوها دي ..
زميله بنفاذ صبر :-
-أظن البنات معانا في المدرسة وأنت عارفهم ولو علي السجاير متشربش معانا ياعم..
ترجل “معتز” من السيارة وفي يده سيجارة قائل بسخط :-
-ماخلاص ياجاسم يله بقا بلاش الوقفه دي..
جاسم بلهجة حادة :-
-مش رايح معاكم في حته..
زميلهما بنزق :-
-ولما أنت مش عاجبك الوضع ولا عاوز تروح في حته جيت معانا ليه..
هبط جاسم من مجلسه قائل بغضب :-
-كنت غلطان الحق عليا أنا أصلا…
وقبل أن يغادر أسرع إليه معتز قائل بجدية :-
-ياجاسم متعكننش علينا اليوم، ده أنهاردة أخر الأمتحانات وأول الأجازة فك ده يوم بقا ياشيخ ..
ثم مد يده له بالسيجارة..
رمقه جاسم بسخط قائل بسخرية :-
-خليك أنت معاهم شكلك عاجبك الجو ده، لكن انا الجو ده يلوثني وميلزمنيش..
أنهي جملته وغادر على الفور، ليزفر “معتز” بضيق ويتحدث زميلهما :-
-ياعم سيبك منه يله خلينا نشوف هانروح فين..
أنت أيه اللي خلاك تجيب المعقد ده معانا أصلاً..
سار جاسم بجوار السور الحديدي الخاص بالحديقة وهو يتطلع من الفراغات علي الناس التي تلهو وتأكل بسعادة حقيقة سعادة ليست مزيفة، رأي الفتيات وهم يحتفلون ببداية الأجازة بطريقة بسيطة مهذبة حيث يجلسن علي الأرضية الخضراء وقد جمعن الأموال من بعضهن لشراء وجبات بسيطة ويقومن باإلتقاط الصور للذكرى هكذا يكون أحتفالهن، أبتسم جاسم بسخرية وهو يتذكر فتيات السيارة وهن يتراقصن بميوعة علي الأغاني الشعبية التي يصدح صوتها في السيارة….
وبينما هو يسير لفت إنتباهه تلك الصغيرة التي تجلس في زاويه وهي تستند وجهها الدميم علي كفها بحزن تشاهد الأطفال الذين يلعبون العاب طفولية بسيطة، ترقرقرت الدموع في عين الصغيرة لتثير إنتباه جاسم وقد أتخذت ملامحه الجدية وسار حتي دلف من أحدي الأبواب قاصد الصغيرة والتي وقعت عينه عليها سريعاً، سار نحوها وجثي علي ركبتيه أمامها قائل بإبتسامة وهو يوزع نظره بينها وبين الأطفال :-
-مش بتلعبي معاهم ليه؟!..
رفعت عينها ببطء لتلتقي عينها الصغيره بعينه ثم تحدثت بنبرة شبه باكية :-
-مش راضين يلعبوني معاهم…
جاسم بتعجب :-
-ليه مش راضين!!..
هبطت دمعة من عينها وهي تقول بحزن :-
-بيقولولي إنتي وحشه وبيخافوا مني …
ملس علي شعرها بحنان وقد شعر نحوها بالشفقة قائل :-
-إيه رأيك أنا ألعب معاكي؟!..
رمقته من أعلي إلى أسفل قائلة بإستنكار :-
-تلعب معايا أزاي أنت كبير..
أبتسم قائل بحزن مزيف :-
-ماهو أنا مش لاقي حد ألعب معاه، وكل ما اروح لحد يقولي لا أنت كبير مش هنلعب معاك ينفع أنتي تلعبي معايا بقا…
رمقته بتفكير ثم صاحت فجأة بحماس طفولي وهي تمسح دموعها :-
-ماشي يله..
تصنع السعادة قائل بلهفة وهو يرتخي في جلسته :-
-بجد هتلعبي معايا طب هنلعب أيه!!..
وضعت كفها الصغير علي فخذيه قائلة بفرحة :-
-هنلعب كان فيه واحد نجار!!..
لم يعلمها جاسم فتحدثت ببراءة :-
-اعلمهالك؟ ؟..
أومأ بالأيجاب سريعاً فطلبت منه أن يضع كفه أمامها ثم تحدثت بطفولة وهي تمر علي أصابعه الخمس :-
-كان في واحد نجار حب يصلح باب الدار وووووو
ظلت تتحدث وهو يسمع لها حتي تعلمها وبدأ الأثنان في المواجهة واللعب، لتبتسم رقية بسعادة.. وبينما هما جالسان سمع جاسم صوت بائع غزل بنات، فنظرت رقية للبائع سريعاً فتحدث جاسم بجدية :-
-بتحبي غزل البنات؟؟ ..
رفعت كفها وقبل أن تتحدث بالموافقة تذكرت أنها ليس معها مال فهزت رأسها بنفي قائلة بخفوت :-
-لا مش بحبه أنا..
جاسم بتعجب :-
-ليه مش بتحبيه ده حلو..
نظرت له بأحراج دون أن تتفوه بكلمة. فهز رأسه بتفهم ونهض ليعود بعد بضعة من الوقت وهو يحمل الكثير من غزل البنات والبلالين ذات الألوان المختلفه… لتنهض رقية بفرحة وهي تسير في إتجاهه وقد رفعت رأسها لأعلى قائلة بعدم تصديق :-
-دوول كلهم ليا!!..
أجابها جاسم بإبتسامة :-
-طبعاً كلهم ليكي..
صفقت بفرحة وهي تقفز لاعلي، فتحدث جاسم بحماس :-
-أيه رأيك نطير البلالين؟؟..
أومأت برأسها سريعاً، ليقف هو بجوارها بعدما وضع أكياس الغزل جانباً وقام بربط البالونات جيداً من أسفل، ثم نظر لرقية قائل بحذر :-
-يله جاهزة..
لتهتف بحماس :-
-إيوة جاهزة..
لترفع رأسها عالياً كما رفع يده لأعلى ثم إلقاهم في الهواء بقوة ليطيروا في الهواء ليبتسم وهو يلتفت لها ليراها تقفز وهي تصفق وتهتف بفرحة :-
-هييييه هييييه…
إنحني لمستواها وهو يبتسم قائل بتسائل وهو يضع يده علي رأسها :-
-مبسوطة معايا؟!..
نطقت علي عجالة :-
-ايوه مبسوطة..
ثم تابعت بحزن :-
-بس هو أنت هتمشي؟؟..
جاسم يتسائل مرة أخري ولكن بجدية :-
-إيه عاوزااني أفضل معاكي..
أومأت إيجاباً قائلة بتمني :-
-أفضل معايا علي طول عشان تلعب معايا علي طول وأفضل مبسوطه على طول..
نطقت بجملتها ببراءة وقد تمنتها وهي تجهل ماتخبئه الإيام لهما..
صاحت فاطمة من بعيد عندما أختفت إبنتها عن أنظارهم فنهضت لكي تبحث عنها :–
-بت يارقية تعالي هنا..
نظرت لوالدتها ثم عادت النظر إليه قائلة بحزن :-
-هتيجي تاني!!!
صمت لوهلة قبل أن يهز رأسه إيجاباً وكأنه يخشي أن يقدم لها وعد تتمسك به ولايقدر هو علي سداده..
باااااك..
وضعت يدها علي فمها وهي تبتسم بفرح قائلة :-
-معقول كل ده ياجاسم وأحنا مش فاكرين بعض..
تحدث بغير تصديق وهي يبتسم :-
-معقول الدنيا صغيرة كده..
أومأت برأسها سريعاً وقد لمعت عيونها فرحا:-
-مكتوبين لبعض ياجاسم.. سبحان من جمعنا من غير ميعاد..
إحتضنها بكلتا يديه قائل بحب :-
-ده أنتي قدري ومكتوبي..
ثم تابع بمكر :-
-بس عارفة أنا لو كنت أعرف إني هتجوزك مكنتش لعبت واحد نجار ولا أتنين حتي..
رفعت رأسها قائلة بعدم فهم:-
-إومال كنت لعبت إيه!!
تصنع البراءة قائل بإبتسامة خبيثة :-
-كنت هلعب عريس وعروسة..
إتسعت عينها بخجل فصاحت بغضب :-
-بطل قلة أدب بقا..
تحدث جاسم بمرح وهو يتصنع عدم الإهتمام :-
-ياشيخه فكي بقا متتكسفيش ده أحنا طلعنا معرفة قديمة..
لينفجر الاثنان في الضحك وهو يعانقها..
“لو عرضت الأقدار على الانسان لأختار ماكتبه الله له ❤❤”..
-يسير الأثنان في مصحة الإدمان التي يتواجد بها حازم، فقد تفأجئ جاسم برغبة رقية للذهاب إلى شقيقه عرض الأمر في البداية ولكنها أستطاعت إقناعه بأنها سوف تقوم بمساعدته لكي يستعد للدراسة، وجلبت معها الكثير من الكتب الجامعية يبدو الأمر صعباً في تكرار زيارتها حتي تساعده فقوانين المصحة لاتسمح بذالك ، تنهد بصوت مسموع لتلتفت له وتبتسم بهدوء، طرق على الباب ليدير المقبض ويدلف، إلتفت حازم الذي كان جالس على الإريكه شاردا، رمقه شقيقه بجمود وعاد النظر أمامه لتدلف رقية خلفه بحذر وابتلعت ريقها قبل أن تتحدث بحذر :-
-عامل إيه ياحازم..
بالتأكيد الصوت مألوف لديه، إلتفت إليها لتتحول عينه إلي الغضب قائل :-
-أنتي بتعملي أيه هناااا..
رقية بهدوء :-
-أنا جاية اطمن عليك..
نهض من مجلسه بإندفاع وهو يوجه حديثه لشقيقه :-
-جايبها عشان تشمت في أخوك، للدرجة دي بقت مهمه عندك و طز في اخوك يعني..
جاسم بجدية :-
-فوق لكلامك واعرف أنت بتقول أيه!!..
تدخلت رقية قائلة بإبتسامة :-
-اشمت فيك ليه بس، في حد يشمت ولايفرح في أخوه..
حازم بنبرة ساخره :-
-أخوه!!
أومإت رقية برأسها قائلة :-
-طبعاً اخويا مش اخو جوزي يعني تبقي زي أخويا..
لم يبدو علي حازم أئ تأثر بحديثها بل كان ساخراً.. سارت نحو الطاولة وأخرجت الكتب وضعتها عليه ثم إلتفت له قائل بحزم :-
-عايزاك تشيل الكتب دي هنا، عشان المره دي جاية نبدأ أول محاضرة ..
حازم بتهكم :-
-محاضرة إيه دي إن شاء الله…
جلست رقية علي الأريكة قائلة بنبرة عادية :-
-اصل أنا هذاكر ليك عشان تستعد للسنة الجديدة ..
نظر حازم إلي جاسم بإستنكار :-
-مالها دي!! تذاكر ليا إيه انت جايبها ليه ياجاسم؟!..
جلس جاسم بجوار زوجته قائل ببرود :-
-زي ماسمعت، أظن ملكش حجه المحاضرات هتيجي لحد عندك عشان تنجح في السنة الجاية دي..
وزعت رقية نظرها بين حازم وجاسم قائلة بثقة وتحدي :-
-وانا أوعدك بتقدير الإمتياز ودي مسئوليتي..
إنفرج فم حازم بدهشة ثم مسح علي شعره وهو يبتسم بسخرية..
مرت الإيام وتقبل حازم رقية كدكتورة جامعية تدرس له محاضراته، رغم نفوره منها في البداية ولكنه لاينكر قدرتها العالية علي جذب الإنتباه الشرح.. وفي إحدى المرات وبعدما انتهت من شرح محاضرة اليوم..
أغلق الكتاب وهو يشعر بألم في رأسه نتيجة التركيز الزائد اليوم ولكنه أبتسم لرقية قائل :-
-بسم الله ماشاء عليكي بتعرفي تشرحي أحسن من الدكاترة..
خلعت رقية نظارتها الطبية وتحدثت بغرور مصطنع :-
-ده أقل حاجة عندي اومال بطلع الأولي على الدفعة من فراغ..
رفع حازم حاجبيه مع إبتسامة :-
-أنتي جاية تذلينا ولا ايه..
ضحكت رقية قائلة :-
-حاجة شبهه كده..
إلتفت حازم برأسه إلي شقيقه الذي يجلس خلفهما يتابعهما في صمت، فتحدث بنزق :-
-تعالي ياسي جاسم شوف مراتك أنت جايبها تذاكر ليا ولاتذلني..
نهض جاسم وهو يبتسم ووقف بجوار حازم قائل بجدية :-
-أنتي جاية تعملي فيها فيلسوفة زمانك هناا، عليا أنا واخوياا ..
رقية بتنتحنح وتعالي :-
-طبعاً أنت فاكر ايه يعني، انا كل سنة أمتياز مع مرتبة الشرف ..
ثم تصنعت عدم الإهتمام قائلة :-
-وبعدين أنتو فاشلين اعملكم أيه..
ثم عبثت بالدفتر الذي أمامها.. ليرفع جاسم حاجبيه بغيظ وهو يلتفت إلي شقيقه الذي يكور قبضة يده بغضب، غمز جاسم لحازم ،فتنحنح جاسم قائل بجدية مصطنعة:-
-طب يله ياحازم عشان نتغذا مع بعض، أنا استأذنت الدكتور بتاعك عشان اعزمك على الكريب اللي بتحبه..
أومأ حازم برأسه وهو ينهض، لتنهض رقية وهي تجذب حقيبتها ليسألها جاسم بإستياء:-..
-رايحه فين ياشاطره..
تحدثت رقية بتلقائية وهي تستعد للذهاب :-
-رايحه أكول معاكم هكون رايحه فين يعني!!..
تحدث جاسم بنبرته الجادة :-
-لا معلش أنا عاوز اقعد مع أخويا علي أنفراد..
ثم تابع بعتاب مزيف :-
-وبعدين ايه اللي يجبر مجتهدة زيك تقعد مع فاشلين زيناااا..
رمشت رقية بعينها وهي تهتف بخفوت :-
-ايه اللي بتقوله ده ياجاسم، أنت وعدتني ي إنك هتأكليني الكريب اللي بتوحم عليه النهاردة…
جاسم وهو ينظر في ساعته قائل بعدم إهتمام :-
-معلش بقا يارقية استنينا هنا وهرجع أخدك، وهبقا اعوضهالك في يوم تاني..
ثم نظر إليه شقيقه وهو يحاول منع نفسه من الضحك قائل بصرامة :-
-مش يله عشان الحق ارجع واروح الشركة..
وقبل أن يتحرك أمسكت به قائلة بتحدي :-
-مش هتروح ياجاسم تاكل كريب من غيري.. عارف لو عملت كده انا هعمل أيه!!..
ضيق جاسم عينه بتعجب، فزمت شفتيها وهي تتصنع الحزن قائلة بنبرة طفولية أشبه للبكاء :-
-والله هعيط..
لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
بواسطة: 20 أغسطس 2024
- آخر تحديث: 87498 مشاهدة